لوغارتم [16]: الإنذار الأخير.. الخوارج والألتراس ضد الإخوان في ثورة الغضب الثانية!

"الإخوان بيتاجروا بآلام الناس".. مقولة تعمد الكاتب الكبير وحيد حامد إبرازها في مسلسل "الجماعة" الذي روى تفاصيل دقيقة عن حياة المناضل الشهيد حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين، والذي لم يقصد على الإطلاق أن يسير بنفس النهج الذي تسير به جماعته الآن، ونظن أنه لو علم ما يحدث الآن من "بعض" الأعضاء لغلظ عقوبة الخارجين عن الأعراف وجعل حكمهم للشعب أو جعلها مثل خيانة المافيا لأعضائها الاختيار ما بين القتل بالرصاص أو الطعن بالخنجر في القلب!
عندما كنا نرصد المواقف الصحيحة والإيجابية التي كان يدشنها الشباب ويؤمّن ورائها الجماعة كنا محض إتهام أننا نروج إلى الإخوان وجماعتهم، ولكن الحقيقة أننا منتمون إلى هذا الوطن وولائنا له لا لغيره، وسنستمر في الوقوف وراءه لا إلى تياراته المختلفة، ولكن حال قيام أحد التيارات بالدعم الحقيقي لمصلحة الوطن سنقف بجوارها، أما إذا حدث العكس وأصبحت المصداقية مجرد تقلد للكراسي وحل محل أكبر حزب في النظام البائد فلن يصير وقتها السكوت من ذهب.

هذا ما يراه "الموقعان أدناه" وهما بكامل قواهما العقلية وما يترائى لدى "خوارج" الشعب المصري (في وجهة نظرهم) لدى من يحكمون الشعب المصري حالياً ولفترة نسأل الله أن تكون مؤقتة، وهذا أيضاً الاعتقاد الراسخ لدى 99% من ألتراس أهلاوي الذين يرون أن ثورة الغضب الأهلاوية "قادمة قادمة" لا محالة من أجل إقصاء أي شخص يقف أمام القصاص العادل لحقوق شهداء ألتراس أهلاوي.


لماذا الجماعة؟

سؤال قد يدور في ذهن البعض حول لماذا النقد هنا ضد الإخوان المسلمين تحديداً دون غيرهم من التيارات الأخرى، الإجابة ببساطة لأنهم حملوا على عاتقهم ثقة الشعب المصري كاملة باكتساحهم البرلمان المقرر أن يغرد منفرداً في الحكم بعد تقليص صلاحيات الرئيس القادم وانسحاب المجلس العسكري من الحكم بعد انقضاء الفترة التي لم نعد نراها تمر!!!!.

الجماعة تلعب بالسياسة وتدرك أبعادها جيداً، وتعد المهيمن الرئيسي على القرارات، إلا إذا رأى بعض النقاد أنها تسير في كنف المجلس العسكري وسيكون وقتها محاولة لخلق أعذار أقبح من ذنب وقعوا فيها، يأتي ذلك بعيداً عن الأخوة السلفيين الذين تواجدوا في البرلمان بدافع الحفاظ على الهوية الدينية في الدستور دون إدراك لأية أبعاد سياسية، ولهم الحق في التواجد وتمثيل الشعب الذي قرر الحفاظ على الهوية هو الآخر.

ونرى أن الشعب المصري الذي رضى بالذل طوال الـ30 عاماً الماضية لن يرضى بظلم نفسه مرة أخرى، وإذا رضى من أجل حفنة من "التصبير" بشعار "لسه بدري.. الفترة الإنتقالية.. المرحلة حرجة.. سيبو الناس تشتغل.. إلخ" من عبارات خلط الدين بالسياسة وتكفير المعارضين"، فالألتراس كأحد أفراد الشعب المتميزين بالنظام الشديد لن يسمح بوجود أية صفقات أخرى بين الجماعات الإسلامية والمجلس العسكري لتمرير مصالح شخصية أو الإنطلاق بدفع مرشح رئاسي يهيمن على بقية سير الأمور لصالح التيار الذي ينوي العودة بانقلاب حكومي لتكتمل سيطرته على الأمور، ويتباطأ تحقيق المصالح العامة والخاصة بالثورة!!!.

ما مضى أبعاد سياسية تصب في صالح كرة القدم واستقرار هذه الصناعة "الـمُكفرَة" من قبل بعضهم بشكل خاص، وفي المصلحة العامة للوطن بشكل عام ولكن الثورة القادمة التي يعد لها الألتراس حالياً تطالب من في يدهم الحكم الذين لم يعالجوا الموقف بشكل سليم للغاية، مثلما أهمل سلفاء الكراسي مطالب الشعب المصري.

نحذر من إنطلاق الثورة الثانية بقيادة الألتراس ضد من في يدهم الضغط من أجل الإسراع بالقصاص لأهالي الشهداء ولجماهير النادي الأهلي، وأردنا أن نذكرهم بأن الثورة الثانية إذا خرجت ستكون بشرارة لن تقف، ولن يعلقها الاستهتار بطموحات أي من فئات الشعب ومساعيه نحو تطبيق العدالة الحقيقية على أرض الواقع، فيجب ألا يكون أصحاب المناصب الحالية طرفاً في السكوت عن ظلم وقع على أحد أفراد الشعب الذي ولاهم شئونه، وأن يتذكروا دائماً شعورهم بالظلم قبل الثورة على يد أباطرة الفساد، ويسعون لدرأ المفاسد وتعميم المصلحة العامة دون تخوين أو تهميش أو تقليل حجم أي طرف من أطراف المجتمع تزامناً مع فقدان ثقة بقية المؤيدين لهم على المدى القريب.

الرياضة بشأنها العريض لا يمكن أن ينكر دورها أحداً في المجتمع على الإطلاق، ولم تصبح مدعاه لفتنه وإتهام أنها ملهاة عن ذكر الله وعن الحديث في السياسة كما رآها البعض قديماً، ولكنها صناعة تدر دخلاً وعائداً للجميع وعلى القائمين عليها دفعها بقوة، وعلى القائمين على الوطن الحفاظ عليها وعلى جماهيرها، وضع تحت جماهيرها 100 خط، لأنهم أحد أفراد الشعب الذي لا يجب الاستهانة بهم ولا بمقدرتهم على القيام بأي شيء في سبيل استرداد حقوقهم، فلا تفصلوا الرياضة عن المجتمع لأنها جزء كبير منه، من يهمشه فإنما وضع في اعتباره تهميش قطاع يضم "ألتراس حرية" شارك في الثورة وسمع دوي الطلقات فوق رأسه ولم يعد يخاف الموت.